{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا} فزعم أن لله شريكا وأنه أمر بالفواحش، {أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ} بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن، {لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ} استفهام بمعنى التقرير، معناه: أما لهذا الكافر المكذب مأوى في جهنم.{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا} الذين جاهدوا المشركين لنصرة ديننا، {لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} لنثبتنهم على ما قاتلوا عليه. وقيل: لنزيدنهم هدى كما قال: {ويزيد الله الذين اهتدوا هدى} [مريم- 76]، وقيل: لنوقفنهم لإصابة الطريق المستقيمة، والطريق المستقيمة هي التي يوصل بها إلى رضا الله عز وجل. قال سفيان بن عيينة: إذا اختلف الناس فانظروا ما عليه أهل الثغور، فإن الله قال: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} وقيل: المجاهدة هي الصبر على الطاعات. قال الحسن: أفضل الجهاد مخالفة الهوى. وقال الفضيل بن عياض: والذين جاهدوا في طلب العلم لنهدينهم سبل العمل به. وقال سهل بن عبد الله: والذين جاهدوا في إقامة السنة لنهدينهم سبل الجنة. وروي عن ابن عباس: والذين جاهدوا في طاعتنا لنهدينهم سبل ثوابنا. {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} بالنصر والمعونة في دنياهم وبالثواب والمغفرة في عقباهم.